+++++++++++++++++++++++++++++++++ فتاة حاقدة: ابتهال

Saturday, August 16, 2008

ابتهال

ابتهال
أناشيد الإثم و البراءة
د\ مصطفى محمود


إلهي.. يا منبع جميع الأنوار

ترى من نحب حينما ننظر إلى بعضنا البعض..؟!

و هل نحب إلا نورك أنت و أثر يديك على الصلصال

و هل يسكرنا إلا نفخة روحك التي نفختها فينا

و هل نطالع في كل جميل إلا وجهك

و هل كل يد شافية و كل قبلة رحيمة إلا ترجمان رحمتك

فكيف يا إلهي تضل بنا الأودية و تتفرق بنا السكك و نخرج من اسمك إلى أسمائنا فنسجن أنفسنا في هذا الصدر أو نتوه في ذلك العنق أو نهاجر في تلكما العينين و تتسكع أيدينا على نحاس الأضرحة فنلثم الشفاه و يخيل إلينا أننا نذوق خمرك و ما نذوق إلا زجاج الكؤوس التي أودعت فيها ذلك الرحيق الخفي الذي هو سر أسرارك.

و يخيل إلينا أننا بلغنا المنتهى و ما بلغنا إلا لمس الغلاف و تحسس المحارة أما اللؤلؤ داخل المحارة.. و النور المغيب في شغاف القلوب و السر المودع في العيون فليس لنا منه إلا حظ القرب و المطالعة و الاستشراف من بعد حيث لا وصال و لا اتصال و لا انفصال و لا نوال.. و إنما في الذروة من الاحساس.. يأتي ذلك الإغماء.. و تلك الغيبوبة الصاحية.. و تلك النشوة الغامرة.. حينما نوشك أن نكون قاب قوسين أو أدنى من لقاء السر بالسر.

و لا سر إلا سرك و إن تعددت الأسماء و تنوعت المفاتن و اختلفت الوجوه.

إنما هو أنت وحدك المحبوب أينما توجه قلب محب.. و أنت وحدك المعبود أينما توجهت نظرات عابد.

و أنت وحدك الرزاق و إن تعددت الأيدي التي تعطي.

إنما تستمد جميع المصابيح نورها من نورك.

كل مصباح يأخذ منك على حسب استعداده. و يعطي من نورك على حسب شفافيته.

و لكن العطاء في الأصل منك و الجمال منك و النور منك.

سبحانك لا شريك لك.

سبحانك و الحمد لك.

سبحانك والحب لك.

يارب.. سألتك باسمك الرحمن الرحيم أن تنقذني من عيني فلا تريني الأشياء إلا بعينك أنت و تنقذني من يدي فلا تأخذني بيدي بل بيدك أنت تجمعني بها على من أحب عند موقع رضاك.. فهناك الحب الحق.. و هناك أستطيع أن أقول.. لقد اخترت.. لأنك أنت الذي اخترت.. و أنت الوحيد الذي توثق جميع الاختيارات و تبارك كل الحريات.. أنت الحرية و منك الحرية و بك الحرية و أنت الحب و منك الحب و بك الحب.

أنت الحق و الحقيقة.

و ما عدا ذلك أضرحة و نحاس و خشب و صلصال و حجارة و أهداب و عيون و محاجر و أوثان تسجد لأوثان.

لا تدعني يا إلهي في الظلمة ألثم الحجارة و أعانق الصلصال و أعبد الوثن.

بشفة الشيطان لثمت هذه الأشياء و ظننت أنها شفتي و بذراعي الشيطان عانقت و ظننت أنهما ذراعاي.

استحلفتك بضعفي و قوتك

و أقسمت عليك بعجزي و اقتدارك

إلا جعلت لي مخرجا من ظلمتي إلى نوري و من نوري إلى نورك

سبحانك...

لا إله إلا أنت

لا إله إلا الله.

2 Comments:

At Wednesday, August 27, 2008 12:28:00 PM, Blogger Diyaa' said...

إلهي.. يا منبع جميع الأنوار

ترى من نحب حينما ننظر إلى بعضنا البعض..؟!

و هل نحب إلا نورك أنت و أثر يديك على الصلصال



ده مش بس ابتهال..ده شعر كمان :)
دكتور مصطفي حد حقيقي أوي ورحلته في البحث عن الحقيقة ثبتت جواه كل شئ جميل
وبيعبر بشكل أجمل
ومتفرد

أنا بعد ما قريت الابتهال مرة واتنين
مقدرش أقولك غير
شكراً :)
يا فتاة
:D

 
At Wednesday, August 27, 2008 12:31:00 PM, Blogger Diyaa' said...

بالمناسبة يا ريت كلنا نفهم ما بين السطور ...نفهم إن الإنسان مهما وصل فهو لسه انسان..لسه مخلوق..مش خالق
وده اللي أكده ربنا في قرآنه من قرون
من قبل اكتشاف الذرة والطاقة النووية وغزو القمر والأستنساخ

للأسف مش متذكر الآية فمش هقولها عشان مغلطش
سبحانك يا رب

 

Post a Comment

<< Home