الحب
الحب
(احمد بهجت )
ليست الدعوة الي الحب في مجتمعاتنا ترفا, وإنما هي ضرورة كضرورة الخبز والماء.
وإذا كان الإنسان علي المستوي المادي لايستطيع الحياة دون خبز أو ماء فإنه بنفس الدرجة يموت روحيا إذا لم يحب.
وفي مجتمع كالمجتمع المصري يختلط الحب عادة بألاف الشوائب, وكثيرا ما تعكس آدابنا هذا النزوع المريض نحو الرغبة في التألم, وليس هذا هو الحب حين تطلق الكلمة مجردة.. هذا لون من ألوان عدم النضج الإنساني, وذلك مرض من أمراض الحب وليس هو الحب.
الحب في منبعه الأول اختيار.. وأي اختيار يتطلب إرادة متحررة من أثقال التقاليد التي وجدنا عليها آباءنا وأقتفينا آثارهم فيها, والاختيار بداية للحب وليس هو الحب.
ولايصلح للحب أي إنسان, وإن صلح للكراهية أكثر الناس, لأن الحب يستوجب رقيا في العقل والذوق والوجدان.. علي حين لاتتطلب الكراهية إلا قدرة علي الحقد والحسد والبغضاء, وتلك أشياء يمكن للإنسان تعلمها في ساعات.
أما الحب فيحتاج الي نضج أعوام طويلة, ومعاناة تحيل الشعر الأسود الي لون الثلوج, وتحيل القلب الي بياض الحليب.
وإذا كان التعليم ينصرف الي عقل الإنسان فيؤتيه قدرة علي وزن الأمور وفهمها, فإن الفنون والآداب تقوم علي حاسة الذوق لديه.
أما الدين فيجعل وجدان الإنسان رحبا وقادرا علي فهم حكمة الوجود وسر الحياة والموت.
وبغير هذه العناصر الثلاثة ـ العقل والذوق والوجدان ـ لايستطيع الإنسان أن يحب حبا حقيقيا.
نريد أن نقول إن الدعوة الي الحب ضرورة حيوية, ولكنها في الوقت نفسه مسألة ليست سهلة لأنها تحتاج الي تضافر التعليم والفنون والآداب والدين معا من أجل بناء الإنسان.
وحين يبدأ بناء هذا الإنسان ستذوي هذه الصور المريضة التي يتحول فيها الحب الي عذاب.
(احمد بهجت )
ليست الدعوة الي الحب في مجتمعاتنا ترفا, وإنما هي ضرورة كضرورة الخبز والماء.
وإذا كان الإنسان علي المستوي المادي لايستطيع الحياة دون خبز أو ماء فإنه بنفس الدرجة يموت روحيا إذا لم يحب.
وفي مجتمع كالمجتمع المصري يختلط الحب عادة بألاف الشوائب, وكثيرا ما تعكس آدابنا هذا النزوع المريض نحو الرغبة في التألم, وليس هذا هو الحب حين تطلق الكلمة مجردة.. هذا لون من ألوان عدم النضج الإنساني, وذلك مرض من أمراض الحب وليس هو الحب.
الحب في منبعه الأول اختيار.. وأي اختيار يتطلب إرادة متحررة من أثقال التقاليد التي وجدنا عليها آباءنا وأقتفينا آثارهم فيها, والاختيار بداية للحب وليس هو الحب.
ولايصلح للحب أي إنسان, وإن صلح للكراهية أكثر الناس, لأن الحب يستوجب رقيا في العقل والذوق والوجدان.. علي حين لاتتطلب الكراهية إلا قدرة علي الحقد والحسد والبغضاء, وتلك أشياء يمكن للإنسان تعلمها في ساعات.
أما الحب فيحتاج الي نضج أعوام طويلة, ومعاناة تحيل الشعر الأسود الي لون الثلوج, وتحيل القلب الي بياض الحليب.
وإذا كان التعليم ينصرف الي عقل الإنسان فيؤتيه قدرة علي وزن الأمور وفهمها, فإن الفنون والآداب تقوم علي حاسة الذوق لديه.
أما الدين فيجعل وجدان الإنسان رحبا وقادرا علي فهم حكمة الوجود وسر الحياة والموت.
وبغير هذه العناصر الثلاثة ـ العقل والذوق والوجدان ـ لايستطيع الإنسان أن يحب حبا حقيقيا.
نريد أن نقول إن الدعوة الي الحب ضرورة حيوية, ولكنها في الوقت نفسه مسألة ليست سهلة لأنها تحتاج الي تضافر التعليم والفنون والآداب والدين معا من أجل بناء الإنسان.
وحين يبدأ بناء هذا الإنسان ستذوي هذه الصور المريضة التي يتحول فيها الحب الي عذاب.