عصفور على الشجرة خير من عشرة في اليد -غادة السمان
منذ طفولتي و هم عبثاً يحاولون إقناعي
بأن عصفوراً في اليد
خير من عشرة على الشجرة
ولم أصدق تلك الاكذوبة أبدً
جلدوني بسياط الغضب الاجتماعي
وعلقوني على شجرة التشهير
وقالوا أنني ساحرةٌ من رعايا الشيطان
وأنني مسكونةً بالشر الغامض كـ عرافات دلفي
وأنني لستُ طيبة كبقيةِ الصِغار
الذين صدقوا أن عصفوراً في اليد
خير من عشرة على الشجرة
وأراحوا واستراحوا
وكيف أصدقُ أيها الغريب
أن عصفوراً في اليد
خيرً من عشرة على الشجرة
وأنا أعرفُ أن العصفور في اليد
هو امتلاكٌ لـ حِفنة رمـاد
والعصفور على الشجرة
نجمة فراشة
حلم بلا نهاية
العصفور على الشجرة
هو دعوةٌ إلى مدن الدهشة والمفأجأة
ونداء للسباحة تحت شلال الجنون المضيء
والعصفور في اليد
قيلولة في مستنقع الرتابة
وإقامة في مدينة المقبرة
وحوارٌ رتيب كالشخير
لا تصدقوا أيها العشاق الصغار
الذين لم تتشوهوا بعد
لا تصدقوا أن عصفورا في اليد
خير من عشرة على الشجرة
بملء حنجرة أعماقي أقول لكم
عصفورُ على الشجرة
خير من عشرة في اليد
فالعصفورُ على الشجرة هو البداية
هو دعوة لـ الركض على قوس قزح
وانطلاقةٌ فوق فرس بري
إلى عوالم حقيقة الذات
والعصفور في اليد هو كلمةُ الخاتِمة
هو قفل في باب الخيال والهواجس
وتعايش مع قبيلة السلحفاة والنملة
وقالب معد سلفا لسجن كل ما هو نبيل وفريد فينا
من قال أن ريشة في مهب الرياح
ليست خيرا من حصاة مستقرة في قاع نهر راكد ؟!
أحبك أيها الغريب
أيها المشرد بين القارات
كـ سنون أطلق الرصاص على الربيع
ورفض كل يد تحتويه
ورفض حتى غُصنه
وسكن في الريح
وانطلق في الكون
مثل كوكب يرفض حتى مداره
أُحُبَّك أيها الغريب
وحتى حين تأتي إلي
برقتك الشرسة العذبة
وتستقر داخل كفي
بوداعة طفل
فإني لا أطبق يدي عليك
وإنما أُعاود إطلاقك للريح
وأُعاود رحلة عشقي لجناحيك
وجناحاك المجهول
والغرابة
احبك
وأطفح بـ الامتنان لك
فقد حولتني
من مسمار في تابوت الرتابة
إلى فراشة شفافة مسكونة بالتوقد
قبلك كنت أنام جيداً
معك صرت أحلم جيداً
قبلك كنت أشرب ولا أثمل
معك صرت أثمل ولا أشرب
معك نبتت أجنحتي
وتطرزت أيامي بخيوط الشهوة الخضراء
وغسلتني أمطار العنف والحنان المضيئة
وأبحرت في مدارات اللاشرعية
إلى كوكب التفاح الجهنمي
والثلج الملتهب الملون
كـ حريق في غابة
اُحبك أيها الغريب
بضراوة السعادة
وبرقة الحزن
فأنا أعرف جيداً
أن من يحب عصفوراً على الشجرة
يكتشف مدى قدرته على العطاء والتوهج
لكنه أيضا
يكتشف مدى قدرته على الحزن
حين ترحل الشجرة بطائرها
وأعرف أن رحيلك محتوم
كما حبك محتوم
وأعرف أنني ذات ليلةٍ سأبكي طويلاً
بـ قدر ما أضحك الآن
وأن سعادتي اليوم هي حزني الآتي
ولكنني أفضل الرقص على حد شفرتك
على النوم الرتيب كمومياء
ترقد في صندوقها عصوراً بلا حركة
خذني اليك أيها الغريب
يا من صدره نقاء صحراء شاسعة
وعباءته الليل
وصوته حكايا الأساطير
ضمتني اليك
أنا كاهنة المغامرة
وسيدة الفرح_ الحزن التوأم
ولـ نطير بعيداً عن مدينتهم
وشوارعهم وكرنفالاتهم
وغابة المهرجين والحمقى والطيور المحنطة
ولـ ننطلق معا
مثل سهم ناري لا ينطفىء
ها هو ذئب الفراق
قابع في انتظار سقوطنا بين أنيابه
إذا سقطت لن أشكو
أو أتلو فعل الندامة
المهم أنني عرفت نشوة أن أطير
أغامر وأطير
وبك رفضت قدر ديدان الأرض
التقينا لنفترق ؟!
فليكن...
خذني إليك الآن
ولـيرحل عنا الرحيل
ضمني إلى جحيمك الرائع
ولـ يرحل عنا الرحيل
ومهما هددني الغد بالفراق
ووقف لي المستقبل بالمرصاد
متوعداً بشتاء أحزانٍ طويل
سأظل أحبك
وبلحظتنا الكثيفة كـ المعجزة
أتحدى الماضي والمستقبل
وكل صباح أقول لك
أنـا لك
لأنني اؤمن بأن عصفورا على الشجرة
خير من عشرة في اليد
بأن عصفوراً في اليد
خير من عشرة على الشجرة
ولم أصدق تلك الاكذوبة أبدً
جلدوني بسياط الغضب الاجتماعي
وعلقوني على شجرة التشهير
وقالوا أنني ساحرةٌ من رعايا الشيطان
وأنني مسكونةً بالشر الغامض كـ عرافات دلفي
وأنني لستُ طيبة كبقيةِ الصِغار
الذين صدقوا أن عصفوراً في اليد
خير من عشرة على الشجرة
وأراحوا واستراحوا
وكيف أصدقُ أيها الغريب
أن عصفوراً في اليد
خيرً من عشرة على الشجرة
وأنا أعرفُ أن العصفور في اليد
هو امتلاكٌ لـ حِفنة رمـاد
والعصفور على الشجرة
نجمة فراشة
حلم بلا نهاية
العصفور على الشجرة
هو دعوةٌ إلى مدن الدهشة والمفأجأة
ونداء للسباحة تحت شلال الجنون المضيء
والعصفور في اليد
قيلولة في مستنقع الرتابة
وإقامة في مدينة المقبرة
وحوارٌ رتيب كالشخير
لا تصدقوا أيها العشاق الصغار
الذين لم تتشوهوا بعد
لا تصدقوا أن عصفورا في اليد
خير من عشرة على الشجرة
بملء حنجرة أعماقي أقول لكم
عصفورُ على الشجرة
خير من عشرة في اليد
فالعصفورُ على الشجرة هو البداية
هو دعوة لـ الركض على قوس قزح
وانطلاقةٌ فوق فرس بري
إلى عوالم حقيقة الذات
والعصفور في اليد هو كلمةُ الخاتِمة
هو قفل في باب الخيال والهواجس
وتعايش مع قبيلة السلحفاة والنملة
وقالب معد سلفا لسجن كل ما هو نبيل وفريد فينا
من قال أن ريشة في مهب الرياح
ليست خيرا من حصاة مستقرة في قاع نهر راكد ؟!
أحبك أيها الغريب
أيها المشرد بين القارات
كـ سنون أطلق الرصاص على الربيع
ورفض كل يد تحتويه
ورفض حتى غُصنه
وسكن في الريح
وانطلق في الكون
مثل كوكب يرفض حتى مداره
أُحُبَّك أيها الغريب
وحتى حين تأتي إلي
برقتك الشرسة العذبة
وتستقر داخل كفي
بوداعة طفل
فإني لا أطبق يدي عليك
وإنما أُعاود إطلاقك للريح
وأُعاود رحلة عشقي لجناحيك
وجناحاك المجهول
والغرابة
احبك
وأطفح بـ الامتنان لك
فقد حولتني
من مسمار في تابوت الرتابة
إلى فراشة شفافة مسكونة بالتوقد
قبلك كنت أنام جيداً
معك صرت أحلم جيداً
قبلك كنت أشرب ولا أثمل
معك صرت أثمل ولا أشرب
معك نبتت أجنحتي
وتطرزت أيامي بخيوط الشهوة الخضراء
وغسلتني أمطار العنف والحنان المضيئة
وأبحرت في مدارات اللاشرعية
إلى كوكب التفاح الجهنمي
والثلج الملتهب الملون
كـ حريق في غابة
اُحبك أيها الغريب
بضراوة السعادة
وبرقة الحزن
فأنا أعرف جيداً
أن من يحب عصفوراً على الشجرة
يكتشف مدى قدرته على العطاء والتوهج
لكنه أيضا
يكتشف مدى قدرته على الحزن
حين ترحل الشجرة بطائرها
وأعرف أن رحيلك محتوم
كما حبك محتوم
وأعرف أنني ذات ليلةٍ سأبكي طويلاً
بـ قدر ما أضحك الآن
وأن سعادتي اليوم هي حزني الآتي
ولكنني أفضل الرقص على حد شفرتك
على النوم الرتيب كمومياء
ترقد في صندوقها عصوراً بلا حركة
خذني اليك أيها الغريب
يا من صدره نقاء صحراء شاسعة
وعباءته الليل
وصوته حكايا الأساطير
ضمتني اليك
أنا كاهنة المغامرة
وسيدة الفرح_ الحزن التوأم
ولـ نطير بعيداً عن مدينتهم
وشوارعهم وكرنفالاتهم
وغابة المهرجين والحمقى والطيور المحنطة
ولـ ننطلق معا
مثل سهم ناري لا ينطفىء
ها هو ذئب الفراق
قابع في انتظار سقوطنا بين أنيابه
إذا سقطت لن أشكو
أو أتلو فعل الندامة
المهم أنني عرفت نشوة أن أطير
أغامر وأطير
وبك رفضت قدر ديدان الأرض
التقينا لنفترق ؟!
فليكن...
خذني إليك الآن
ولـيرحل عنا الرحيل
ضمني إلى جحيمك الرائع
ولـ يرحل عنا الرحيل
ومهما هددني الغد بالفراق
ووقف لي المستقبل بالمرصاد
متوعداً بشتاء أحزانٍ طويل
سأظل أحبك
وبلحظتنا الكثيفة كـ المعجزة
أتحدى الماضي والمستقبل
وكل صباح أقول لك
أنـا لك
لأنني اؤمن بأن عصفورا على الشجرة
خير من عشرة في اليد