+++++++++++++++++++++++++++++++++ فتاة حاقدة: September 2008

Sunday, September 14, 2008

الحكم العطائية


الحكم العطائيه
ابن عطاء الله السكندرى

اجتهادك فيما ضمن لك و تقصيرك فيما طلب منك، دليل على انطماس البصيرة منك

لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة، فيما يختاره لك، لا فيما تختاره لنفسك، و في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد،

تنوعت أجناس الأعمال لتنوع واردات الأحوال،

الأعمال صور قائمة، و أرواحها وجود الإخلاص فيها

ما نفع القلب مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة

كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟
أم كيف يرحل إلى الله و هو مكبل بشهواته؟
أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله و لم يتطهر من جنابة غفلاته؟
أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار و هو لم يتب من هفواته؟


ما ترك من الجهل شيء، من أراد أن يحدث في الوقت غير ما أظهره الله فيه

إحالتك الأعمال على وجود الفراغ - من رعونات النفس

ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها- إلا و نادته هواتف الحقيقة الذي تطلب أمامك، و لا تبرجت ظواهر المكونات - إلا و نادته "حقائقها " إنما نحن فتنة فلا تكفر

لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار- فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها
من أشرقت بدايته أشرقت نهايته

شتان بين من يَستدل به , او يستدل عليه : المستدِل به -عرف الحق لأهله؛ فأثبت الأمر من وجود أصله، و الاستدلال عليه- من عدم الوصول إليه، و إلا فمتى غاب حتى يُستدل عليه، و متى بعد؛ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه؟

تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب

اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك، لتكون لنداء الحق مجيبا، و من حضرته قريبا

أصل كل معصية و غفلة الرضا عن النفس، و أصل كل طاعة و يقظة و عفة عدم الرضى منك عنها.و لأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه - خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه، فأي علم لعالم يرضى عن نفسه؟ و أي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه؟

.شعاع البصيرة- يشهدك قربه منك، و عين البصيرة- تشهدك عدمك لوجوده، و حق البصيرة- يشهدك وجوده، لا عدمك و لا وجودك
"العجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه، و يطلب ما لا بقاء معه، "فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور

لا تصحب من لا ينهضك حاله، و لا يدلك على الله مقاله

لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك من وجود ذكره - أشد من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة- إلى ذكر مع وجود يقظة، و من ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، و من ذكر مع وجود حضور- إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور، "و ما ذلك على الله بعزيز"


لا يعظم الذنب عندك -عظمة تصدك عن حسن الظن بالله، فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه

لا صغيرة إذا قابلك عدله، و لا كبيرة إذا واجهك فضله

النور جند القلب، كما أن الظلمة جند النفس، فإذا أراد الله أن ينصر عبده - أمده بجنود الأنوار و قطع عنه مدد الظلم و الأغيار

النور له الكشف، و البصيرة لها الحكم، و القلب له الإقبال و الإدبار

أرح نفسك من التدبير، فما قام به غيرك لا تقم به لنفسك